2.2.12

مـــــــــــ سنة ــــــــــــرت

كانت علاقتي بـ قلمي كانت داخل إطار إحدى اللوائح الهامّة في قاعة الانتظار التي تقع في نفسي ..!

أجده أحياناً يترجم لي مشاعري ويعللها، وأحياناً أخرى لا يترك المنطق أبداً، ويتخذ من العمليات الحسابية أدلة وبراهين على آرائه .،
فيجمع أشلاء أفكاري ويضرب بغيرها عرض القوانين والمسلمّات، أو يطرحها على مأدبة عشاء في إحدى الندوات الثقافية، أو يقسم بها على طاولة مستديرة في قصرٍ من قصور الثقافة، وفي كل حالاته يتحدّث باسمي وتصادف أحرفه هوىً في نفسي ..

لم يعترض على دعوتي له أبداً، بل كان يجيبني مع دواعي سروره الدائم حتى في أعسر ساعات لقاءاتنا ويحمل عني الكثير ..
لا يلومني عندما أهجره بالأيام، ولا يتألم عندما أتركه دون تحية الصباح، ولا يزعج منامي إذا أهملت تحيته في المساء ..

ومنذ عامٍ مضى قررت إعطائه شرعيته .، فقد كانت علاقتي به "علاقة ترانزيت" .، وأصبحت قاعة الانتظار تلك، تودّع  "تذاكر سفر ،، أنهكها الانتظار ،، فقررت الرحيل" .، وهاهي الطائرة الأولى تغادر براكبيها بعد أن امتلأت بهم  مقاعدها، ولكن صدى صوتهم سيبقى يردد في قاعة الانتظار، لحنٌ خالد _ نغمات ألفتها وألفتني ..

أصبح عمر مدونتي عام : )
تذاكر سفر // ذات صلاحية لا انتهاء لها .،
تأشيرات // مرت بعد أن لقنتها دعاء السفر .،
كلمات // ترحل ويبقي أثرها ..!

30.1.12

.. قصة نفس ..

كانت ثورتها تشمل الأشياء كلها، وأولى وأهم تلك الأشياء كان مصطلح "العادات" يأبى إلا أن يتصدر قائمة أعدائها ..

كانت تلك "العادات" ومازالت تتربص بها أينما حلّت .، وتقف أمامها لتصد أي محاولات منها لتفاديها.، حتى هُيئ لها كثيراً أنّ دعوى السلام انتشرت في العالم كله وهجرت الجزء الذي تحتلّه هي، أو بالأصح الجزء الذي يحتلها !

لكن بالرغم من هذا الكمّ الهائل من العداء، لا زالت تتمسك بعقليتها الشرقيّة بجزء من تلك "العادات"، بعض المتفرقات عن "المعتاد عليه" وعن "الخارج عن المألوف" .، وتأخذها تلك المتفرقات في دوّامة من الصراعات التي تختلقها دائماً مع نفسها حتى تقنع نفسها بأن من الواجب عليها أن تقنع الآخرين بأنها لم تتعدَّى على إحدى المقدسات عندما ثارت على "المُعتاد عليه"، وأنها لن تتبرأ من مجتمعها وقومها وأمها عندما تقول أن "الخارج عن المألوف" ليس خطأ .، وحتى الآن ما زالت تقول وتدّعي ولكنها لم تفعل شيئاً !

تتساءل دائماً: لماذا؟؟؟؟ ، ويأتيها الجواب: هكذا تعودنا ! .. وترد: ما ذنبي أنا إذ لم أتعود مثلما تعودتم !؟ ويكون هذا الرد عادة منها وإليها فلا يسمعه أحد، بل يتردد صداه داخلها حتى تفقد أعصابها ولكنها تعودت أن تفقد أعصابها وتتمالكا في آن وآحد .، ولا يقف حوارها عند هذا الرد ، بل تبدأ بنَصب محكمةٍ تقوم فيها بدور القاضي والنائب العام، المُدّعِي والمُدَّعَى عليه .، وتقف في قفص الاتهام، وتجلس في وسط قاعة المحكمة تشاهد ما تصنع بنفسها .، تقوم بكل الأدوار وتدافع عن كل الآراء علّها تجد ما يُقنعها ولا تقتنع .، تبحثُ عن الحُجَّة ولا تجدها .، تبحثُ عن التهمة ولا تجدها .، تبحث عن الاستسلام للواقع والاكتفاء بأن تقوم بدورها على مسرح الحياة كما تقتضي "العادات" فلا تستطيع .، وتستمر محكاماتها بدون أحكام .، وتبقى جمهوراً في قاعة الانتظار حيناً .، ومتهماً بين أربعة جدران على ذمة التحقيق أحيانا أخرى كثيرة .. !

لماذا ؟؟؟؟ .. منذ سنوات وهي تُطلق تلك الكلمة ويأتيها الجواب ولا تقبل به .. حاولت صُنع إجابة من مقوِّمات عصرها ، وكانت تعرف مسبقاً أن من سبق عصرها لن يؤمنوا إلا بما شَبُّوا وشَابوا عليه .، ولكنها لم تكن تعرف أنّ من حَضَر عصرها سيحيل بينها وبين إجابتها .، بل لم تكن تتخيل أن يتمسكوا بما شَابَ عليه غيرهم ويرفعوا شعارهم "هكذا فعل الأولون" .. !

حاولت كثيراً وفشلت كثيراً ، هُزِمت كثيراً ولكنها انتصرت على ضعفها .، على ترددها .، على عاداتها .، صحيح أنها لم تفعل شيئاً أكثر من نظريات اعتنقتها، وآمنت بها، ولم تبرهن صحتها إلا لنفسها لكنها تؤمن بِأَنّ تَغَيّرها وحدها يغيّر العالم أجمع استناداً لنظرية غاندي! .، وقد قررت بعد كل تجاربها الحيّة والتي لم ترَ النور بعد أن تستمر ، تستمر في ثورتها .، في صراعاتها مع نفسها .، في تساؤلاتها .، في محاكاماتها .، والأهم أن تستمر في صناعة الواقع الذي تريده وتبحث عنه فيمن حولها بعد أن وجدته في مكامن نفسها التي تشبّعت به وغاصت فيه حتى اعتزلها عن الواقع الذي يغمر من حولها !