8.2.12

بدون مقاسات ..




ثوب يلائم الجميع رغم أن مقاسه لا يتغير .،
لا يحتاج إلى تقصير أو تطويل .، ولا يلزمه توسيع أو تضييق .،
كانت هذه مواصفاته في العصر الذهبي الذي لا أعلم إذا كان مضى أم أنه سيأتي ..!

أما الآن، في العصر الحلزوني الذي لا يستقر فيه موقع على الخريطة .،
انقلبت الموازيين لتعتدل بعض الأمزجة التي تعتقد حتى الآن أن القهوة السادة لا تُقدَّم إلا في العزاء وأن قهوتهم ما زالت مضبوط(ه) ..!

إنني أعني ثوب الحرية، الثوب الذي يتحدث باسمه الفرد - كوحدة بناء المجتمع الذي يعيش فيه .،
المجتمع العالمي الذي يتحدث باسم المدنيّة والتحضر .، المجتمع العالمي الذي يَحكُم (أو بالأصح - يَحلُم) بالديمقراطية .، المجتمع العالمي الذي فقد شرعيته ومصداقيته وقبلهم إنسانيته ..!

تحدث الجميع عن ثوب الحرية، أصبح ألواناً بعد أن كان لونه في صفاء الحليب ونقاؤه .،
تعددت مقاساته بعد أن كان يسع الجميع .، تعددت مصادره رغم أن المصدر الأول كان يصله الجميع دون عناء .، تعددت راياته بعد أن كانت حمامة السلام ترفرف على كل شبر من أرجاء المعمورة ..!
لا أعلم إن كنت أبحث عن مثالية كانت أم مثالية ستكون ؟!

قال البعض: الحرية هي المساواة .، وقال البعض: الحرية ديمقراطية .، وقال البعض: الحرية ليبرالية .، وقال البعض: الحرية إسلامية .، وقال البعض: الحرية لا دينية .، وقال البعض: الحرية فكرية .، وقال البعض: شخصية .، وقال .. .

في كل ما سبق وجدت الكثييييير ممن "قال" .، ولم أجد من ينصفني ويدلني على واحد فقط "فعل" ..!
وللأسف حتى أنا ما زلت "أقول" ولكي "أفعل" ما استطعت .، وأعتقد أن من حقي أن "أقول" ما أراه صحيحاً ..!
إن الحرية في رأيي، هي أن لا أعتدي على حرية الآخر .، هي أن ألتزم مبادئي ولا أتخلى عنها حتى لو لم يعتنقها غيري .، هي أن أتعايش مع حريات الآخرين وأتقبلها .، هي أن لا أضع الدين ستاراً لأفعالي وأقوالي .، هي أن أحترم إنتمائي الديني والفكري والقومي .، هي أن أتحرر من قيود الآخرين وأن أمثّل ذاتي فقط ..!
و قليلا ما نعي أننا .."نمتلك (الحرية) عندما ننسى تلك الكلمة .. هل ننطق بكلمة الصحة ونحن أصحاء ؟!" ..