25.1.12

شاهد على الأطلال !

أحياناً تعانق الأفكار مخيلتي حتى أظن أنها الباحث الذي وجد حقيقته .،
وأحياناً أخرى لا أجد أيّ من تلك الأفكار وكأنها أُصيبت بنزلة شعبية حادّة جعلتها تنزوي في ركنٍ خفيٍ من أركان أرشيف مخيلتي ..
وهكذا تكون الأحداث الجديدة دائماً .،
تتوالى وكأنها بلا انتهاء أو تتمنّع وتتركنا فريسة الروتين الذي يجعل الأسد يفقد شهيته أمام وجبة غزال Special Order..

وإني بمناسبة العام الجديد الذي سيبقى حدثاً جديداً حتى يأتي حَدَث أجدّ يلهينا عنه .،
أدعوكم إلى الوقوف على أطلال العام السابق واسترجاع أهم أحداثه سريعاً والتي كان موقعها - لبّ العالم (الشرق الأوسط)، رغم أن آثار تلك الأحداث لم تشمل منطقة حدوثها فقط، بل تعدّت إلى القارّات المجاورة ..

قد رحل العام السابق إلى الأبد ولكن التاريخ سجّل فيه أحداثاً ذات شأن .،
أحداثاً تُعَدُّ الأولى من نوعها في تلك الألفية التي يحتفل العالم بإحدى أعوام طفولتها .،
ألفية ما زالت في المهد ولكنها حملت ما لم تحمله السنون العجاف ..

بدأت تلك الأحداث بـ "صفعه" رنّت في العالم كله .،
"صفعة" كَسَرَ صَدَاها فوهة بركان غضب، سالت حِمَمه حتى غطّت الشرق الأوسط بجهاته الأربع، وظهرت أعراضه الجانبيه - أعراض شفاء لا أعراض مرض - على قارّات العالم أجمع ..!

أمّا الأحداث، فهي تباعاً كالآتي :-
1) ثورة تونس
2) ثورة مصر
3) ثورة ليبيا
4) ثورة اليمن
5) ثورة سوريا
أحداث ترتب عليها الكثير، من هروبٍ وتنحٍ إلى حرقٍ ثم قتل .، ومازالت الثورات قائمة فزمن الاستقرار لم يحن بعد وإن كانت بعض رياحه قد هبّت على تونس ..!
أحداث مرّ العقد تلو العقد، يتحدث عنها المصلحون، ويتنبأ بها المفكرون، ويطرق بابها المتفائلون ..
تلك الأحداث لم تكن إلا إحدى سنن الكون والتي تجعلنا نردّد :"كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذوو الجلال والإكرام"، نردّدها بإيمان كدعوة من تيقن الإجابة .، علامة على وجود حياة .، إشارة على وجود مشاة في الطريق الصحيح .، دليل صحوة بعد غفوة ..

وهكذا جاء عام جديد، ولكل جديد آخر يتبَعه، يغيّره، ويتفانى في الظهور بثوبٍ أبهى من ثوبه ..

والآن - عودة إلى اليوم : أتمنى لكم الجديد .، الجميل .، البهيّ .، الزاهي .، وهذه صفات أترك لكم الحرية في إلحاقها بموصوفات تصادف هوىً في أنفسكم ..