21.11.11

موقفي ببسآطه !


بالنسبة للمشهد السياسي وتصاعداته وتطلعاته وسَلطاته بخياراته وجزراته واللي قال فيه واللي علق عليه واللي نقله واللي قَلَبه واللي قلب عليه .،
من الطبيعي جداً إني آخد موقف أو بالأصح لازم آخد موقف بما إني شخص بالغ عاقل حافظ الأبجدية وأتكلم العربية فأبسط حقوقي الثورية أن أعبر عن رأيي بشفافية لكن لن أشجب ولن أدين لأن الشجب رصيده خلص أمّا الإدانة فالكل مُدان .،
ماذا يحدث في مصر الآن؟!
حاولت أن أوضح الرؤية لنفسي كثيراً تارةً من جرائد لا تمتلك أكثر من الحبر والكلمات ذات المترادفات اللاحصر لعددها .، وتارةً من اليوتيوب صاحب أكبر مكتبة فوتوجرافية في أكبر شبكة عنكبوتية والفك والتركيب فيه مش محتاج أكتر من Log in .، وتارة أخرى من أصدقائي الذين يحومون حول الأخبار معي .، وللأسف لم تتضح الصورة .، بل زادت الغشاوة عليها أكثر وجعلت منها إحدى إثباتات أرسطو التي يحتفظ بها الفاتيكان كدليل على فشلهم في تفسير الكثير .،!
لكن من تلك المحاولات التي لم تنتهي بعد لكي أترجمها بكلمة لا تخطئ في وصفها ووصف معاناتي معها .، استنتجت مع الكثير من المستنتجين والمستنتجات أن ما يحدث عبارة عن محاولات لإجهاض ثورة لم تنبت زهرتها ولم تبتدأ شهرها الأول قياساً على أعمار الثورات التي احتفظ بها التاريخ في أرشيف الويكيبيديا .، ثورة ما زالت تتشبث بالحياة على أنقاض المبادئ تارة .، وعلى أنقاض أصحابها تارةً أخرى .، وهنا حديث آخر عن المبادئ وأصحابها وتعددها وتناقضها والتمسك بها والإستفادة منها .،!
واقع اليوم لا يتفق معي ولا أتفق معه وهذه علاقتنا في الغالب .، لكن الأحداث اليوم لا تُرضي أحد .، وهذا جزء من موقفي الذي يجعلني أتصدى لمن يعدد لي مبررات النزول والوقفة والاعتصام والاحتجاج وأتصدى أيضاً للطرف الذي يتعارض مع النزول لسبب أو لآخر .، فبدافع الوطنية يتحدث هؤلاء وأولئك ومن لديه دوافع أخرى فالله المطلع .،!

20.11.11

استنكار الفعل يفضحهُ مرّه ويروّجه مراراً


خطرت تلك الفكرة ببالي كثيراً، كلما تابعت حدثاً أو فعلاً سواء كان خبراً في الصفحات الأولى أو مجرد تنويه في الأعمدة.

وعندما قررت كتابته، اخترت له عنوان: "فَضح الفعل يَستنكره مرّه ويروّجه مراراً" .، لكن عدْت واستبدلته بـ: " استنكار الفعل يفضحهُ مرّه ويروّجه مراراً" .، لأن الكثير ممن أعرف –أنا من هؤلاء الكثير- يقصدون دائماً بنشر خبرٍ ما كَبُرَ أم ضغُر .، استنكاره والاعتراض عليه وليس فضحهُ .، لأن فضح الفعل ليس وظيفة الكائنات الراقية مهما كان، فقد استولت على تلك المهنة جرائد ومجلات ومواقع تخصصت وتخللت في ذلك الفن ..!

            أما الغرض من الاستنكار فهو استجابة لدعوة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "من رأى منكم منكراً، فليغيره بيده فإن لم يستطع، فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" -رواه مسلم- .، وقد أحببت ممارسة الكتابة لسببين أولهما استنكار الأفعال والأقوال التي تعترض مع مبادئ اتخذتها، رغم احترامي لمبادئ غيري ما دام المبدء لا يتعارض مع شرع أو دين، وأنا هنا أعترض مع الأفعال والأقوال .، وأتبرء من أي إعتراض على الأشخاص والنيل منهم، رغم أنني كدت أفعلها مرّة وقد كانت لها أسبابها ..
            أما النتائج التي توصلت إليها من الاستنكار لفعلٍ ما كانت نتيجتان قد يعتمد المُستنكر إحداهما ويستنكر الأخرى، أو يعتمدهما الإثنين معاً.، وقد لا يعتمد أيّ منهما.، أولهما: فَضح الفعل أو الحدث.، سواء بإبراز مساوئه أو توضيح الضرر الواقع بسببه.، وتحليله.، والانشغال بـ  كيف ...؟ ولماذا ...؟ متى ...؟ أين ...؟ .، وثانيهما: الترويج له: وهو يكون بكل ما سبق بالإضافة إلى التناقل وقيل وقال.، وبالتالي تؤدي تلك النتائج في الغالب إلى إعطاء الموضوع أكبر من حجمه سواء استحق أم لا.، وينشغل الرأي العام به عن قضايا أهم وأحداث لها أولوية أكبر.، ومن ثمّ يصل صاحب الفعل أو الحدث الذي تمّ استنكاره إلى هدفه بأقصر الطرق – عن طريق تجنيد الألسنة والأقلام وشير من شخص لآخر.

            وفي هذه الفترة التي نمر بها –فترة نقاهة لثورة لم تأخذ ملامحها الشكل الأخير بعد- يتم استحداث واستفعال الكثير من المنكرات التي تستحق الاستنكار لكن مما لا بد منه.، هو الانتباه إلى مدى الحجم الذي تستحقه والذي لا يجب لها تعديه.، وأن لا تُترك للقيل والقال.، وأن يتم البتّ فيها لكي لا تستفحل آثارها وتنتقل بين ضعاف النفوس كفيروس لا مضاد له أو منه .