24.6.13

فن ..


تواجهنا الكثير من الظواهر –الدراسية- في حياتنا الجامعية وفي تخصصي الذي اختارني كي أنتهجه في حياتي المهنية صادفتني إحدى تلك الظواهر (الغير مرحب بها)؛ وجدت الكثير من المواد تتشابه أسمائها وأحياناً محتوياتها وانطلاقاً من تجربتي مع بعض تلك المواد فإن بعضها تبنت نفس (ذات) الشيء لكن من منظور مختلف وتطبيقات تتباين أحياناً وتتطابق أحياناً أخرى .. لهذا عندما رأيتني أجلس استعداداً لكتابة مقال يُنشر في "حرف"، وبدأت أسترجع الأحوال الإقتصادية والقضايا الإجتماعية والنكبات السياسية إضافة إلى الحياة الجامعية، اكتشفت أننا نفتقد فيها جميعاً إلى معايير الاختلاف بالرغم من أننا نتفق في اختلاف المعايير!!

يبدو لنا أن اختلاف المعايير شيءٌ مسلّم به، ومذاهبنا الفكرية تتناسب طردياً مع البعض وعكسياً مع الأغلبية، لكننا نتخطى كل تلك الاعتبارات في طُرفة عين .. فما أن تحدث كارثة بيئية أو تطفو على السطح ظاهرة اجتماعية إلا ويبدأ الجميع –بما فيهم أنا- بفرز نقاط الاختلاف وتعزية تلك النكبة إلى هذا الاختلاف أو ذاك، وينتهي الخلاف من حيث بدأ –عند نفس النقطة- وتُروى تلك الخلافات من هنا وهناك حتى تُنبت حملة إعلامية تٌقسم الفرقة الواحدة في أنحاء الاتجاهات الأربعة فيختلط الحابل بالنابل.. وتصبح الجهة الرئيسية مستنقع تتراكم فيه الخلافات ووجهات النظر..
أليس عجباً أن نتفق في أن معاييرنا كأفراد ومجتمعات تختلف وألا نتفق على معايير هذا الاختلاف!!
إنني لا أؤمن أننا نستطيع تحديد معايير الاختلاف والإجماع عليها نظراً لاختلاف معايير كلاً منّا لكنني أستطيع الجزم أن احترام معايير الآخر وتقَبّلها أولى وأهم معايير الاختلاف التي لا تخضع للمثالية والكمال عند أيٍّ منّا !!
الاختلاف فن .. والفن مهارة .. احترفها !