8.12.13




في البدء خُلقنا ضعفاء وما لبثنا أن التقينا بالمحن حتى تعلمنا فن النهوض عكس الجاذيبة ..
هل هو فن فعلاً أم أنها ثورة تصيبنا حين يُغتصب منا حق الاختيار ..
هل هي مرونة في الجاذبية تجبرها على الاستجابة لتحديات الكائن الحي –العاقل- ..
لا أعلم سوى أنه قدر !



ما إن يطرأ في حياتنا تغيير حتى ينزع جذور الطمأنينة والثقة التي نعزي أنفسنا بهم كلما لان عودنا أو هكذا يبدو لنا في آنها ، أما الحقيقة فترتكز في ذلك الصدع الذي تسببه المحنة فيشق طريقه في صدورٍ ألهبتها المأساة التي فجعتنا ..


نحن لم نكن ولن نكون إلا بمقدار ما عملنا وما علمناه حتى نعمل به وما علمناه ولم نعمل به ..
كلها منح وما يجعلها محنة هو طريقة استجابتنا لها ولمدلولاتها واستنتاجاتها ..



24.6.13

فن ..


تواجهنا الكثير من الظواهر –الدراسية- في حياتنا الجامعية وفي تخصصي الذي اختارني كي أنتهجه في حياتي المهنية صادفتني إحدى تلك الظواهر (الغير مرحب بها)؛ وجدت الكثير من المواد تتشابه أسمائها وأحياناً محتوياتها وانطلاقاً من تجربتي مع بعض تلك المواد فإن بعضها تبنت نفس (ذات) الشيء لكن من منظور مختلف وتطبيقات تتباين أحياناً وتتطابق أحياناً أخرى .. لهذا عندما رأيتني أجلس استعداداً لكتابة مقال يُنشر في "حرف"، وبدأت أسترجع الأحوال الإقتصادية والقضايا الإجتماعية والنكبات السياسية إضافة إلى الحياة الجامعية، اكتشفت أننا نفتقد فيها جميعاً إلى معايير الاختلاف بالرغم من أننا نتفق في اختلاف المعايير!!

يبدو لنا أن اختلاف المعايير شيءٌ مسلّم به، ومذاهبنا الفكرية تتناسب طردياً مع البعض وعكسياً مع الأغلبية، لكننا نتخطى كل تلك الاعتبارات في طُرفة عين .. فما أن تحدث كارثة بيئية أو تطفو على السطح ظاهرة اجتماعية إلا ويبدأ الجميع –بما فيهم أنا- بفرز نقاط الاختلاف وتعزية تلك النكبة إلى هذا الاختلاف أو ذاك، وينتهي الخلاف من حيث بدأ –عند نفس النقطة- وتُروى تلك الخلافات من هنا وهناك حتى تُنبت حملة إعلامية تٌقسم الفرقة الواحدة في أنحاء الاتجاهات الأربعة فيختلط الحابل بالنابل.. وتصبح الجهة الرئيسية مستنقع تتراكم فيه الخلافات ووجهات النظر..
أليس عجباً أن نتفق في أن معاييرنا كأفراد ومجتمعات تختلف وألا نتفق على معايير هذا الاختلاف!!
إنني لا أؤمن أننا نستطيع تحديد معايير الاختلاف والإجماع عليها نظراً لاختلاف معايير كلاً منّا لكنني أستطيع الجزم أن احترام معايير الآخر وتقَبّلها أولى وأهم معايير الاختلاف التي لا تخضع للمثالية والكمال عند أيٍّ منّا !!
الاختلاف فن .. والفن مهارة .. احترفها !

7.3.13


"المُغادرة فنٌ لا يُتاح للعشاق تذوقه"



وَجَدتُ عند تَبَحّري في دنيا الأمثال التي أعشقها وأجيد تأليفها أيضاً :) ، مَثَلٌ يَقول: يَسخر من الجروح كل من لا يعرف الألم .. والعشق ألم لا يَشعر به إلا المصاب به ومَن مرّ عليه يوماً وتركه طريحه ..
والمغادرة فن .. لا يُتاح للعُشاق تَذَوقَه أو إلى الإمتثال لأوامره، فتبقى الرُّح مبتلاه بالغربة حتى تَجد قَدرٌ يحتويها ويُلملِم أشلاءها ويَحفظُ لها ما تبقى من ربيعها ..
هل قلت قَدَر !!
نعم..، فالقلوب أقدار تبحث عن أقدارٍ لا لتُماثُلها وتقتدي بها، وإنما لِتُجانِسَهَا وتُعينَها على حثّ الخُطى إلى دنيا الله والجنّة ..

28.2.13

للحركة فنون


قد يقوم الهُواة في لعبة الشطرنج بالعمل على إحدى الاستراتيجيات التي تعلمتها لأنني لا ألعب مع أحدهم إلا وأنا أطلب المكسب والمكسب فقط ولهذا تعرفت على تلك الاستراتيجية التي تُنهي اللعبة بالتعادل فيموت الملك مخنوق ..!

          ولقد اندرج مَثَل يُعبر به العامّة عن إصرارهم على الحصول على الشيء حتى ولو كلفهم خسارته وإخفائه فتجد أحدهم يقول فيها لا اخفيها ..!
          لم أكن أعلم أن تلك الاستراتيحية المتعددة الأوجه والاستخدامات يتم العمل بها في محيط أوسع من اللعب وفض المجالس، لكنها تخطت الأبواب وكشفت الحجاب عنها وعن أكثر مشجعيها ومشتخدميها وأضحَت إستراتيجية سياسية هامة يقوم بها البعض فيتم عن طريقها خنق المناصب حتى لا يستطيع صاحب المنصب ملأه أو محاولة الهروب من مطارديه فتَبطَل صلاحياته ويتم وقفه عن الخدمه لأن فاتورته لا تقبل الدفع ويحل المنصب لخانقه فيُصبح وزيراً، نائباً أو  ..... رئيساً ..!
أين الصالح العام؟ أين الطاقات التي ستتحول من كامنة إلى حركية؟
أين الثورة التي تُنتج عمل مع الأمل؟؟ .. أم أن الأمل يأتي مع المارد حتى يُهيئ للجميع أنه حاضر ثم يذهب حينما يغفوا آملين لا عاملين؟
إننا نملك المخزون العالمي للطاقة البشرية الكامنة التي لا تحتاج إلى عجلات اقتصادية لتحريكها أو خبراء ذرة لتحليلها إنما تحتاج إلى وعي بأن "من جدّ وجد" وأن الجد يكمن في العمل الفردي أولاً .. والعمل الفردي يأتي بدافع داخلي منبعه إيمان الفرد بقضيته وانتمائه لها ..!

18.11.12

مواطن فوقَ المُشَبَّع



"في العالم  العربي .. تعيش" قصيدة مع سبق الإصرار .. ليست لِمخرج، إنّمَا لشاعر!
يبدأ فيها بوصف حياة المواطن هناك، ثم يختتمها بوفاته وهو على قيد الحياة، هذا ما يُعلنه البيت الأخير في القصيدة "في العالم العربي .. تموت".

أيّاً كانت الأسباب التي دعته إلى بثّ السلبية على الأهواء مباشرةً، وبالرغم من عدم إقتناعي بكمية البؤس التي يتمتع بها مواطن العالم الثالث كما أوحت لي القصيدة إلا أنها صادفة هوىً في نفسي حينها، في أنّ هناك بُعد يجب أن يتنحى من حياة المواطن إستراتيجياً وواقعياً وعملياً.
ومرت سنون وحدث أن بدأت عملية التنحي لإحدى الأبعاد الأكثر سلبية في حياة مواطني العالم الثالث ولحقت بها أبعاد أخرى تباينت بينها السلبية والأولوية!! وبقت أبعاد لا يُستهان بمساحتها ومحيطاتها..
تلك الأبعاد التي تَنَحّت ومثيلاتها اللاتي لم يرضى عنها التنحي بعد، جعلت من متابعة النشطاء السياسيين ونشرات الخامسة والعشرين واجب وطني ومهنة حكومية يمتهنها كل من حمل شهادة محو الأمية من سكان العالم الثالث وتمتهنهم، مما أدّى إلى خلق "مواطن/ فوقَ المُشبّع" حيث أصبحت الفروق التي تُحدِثها الأخبار بارتفاع منحناءاتها وانخفاضاتها لا تغير من واقع الأمر شيئاً.!!
أمّا صديقنا صاحب القصيدة فقد ألهمته قريحته الشعرية بقصيدة أخرى يمدح فيها ما آل إليه الحال، ولا أدري هل كان اقتناعه بها كافياً لكي يُنسيني قصيدته تلك أم ما زال هناك بعضاً من الشك ..


فاطمة عبد المقصود
_مواطن فوقَ المُشَبّع_