18.11.12

مواطن فوقَ المُشَبَّع



"في العالم  العربي .. تعيش" قصيدة مع سبق الإصرار .. ليست لِمخرج، إنّمَا لشاعر!
يبدأ فيها بوصف حياة المواطن هناك، ثم يختتمها بوفاته وهو على قيد الحياة، هذا ما يُعلنه البيت الأخير في القصيدة "في العالم العربي .. تموت".

أيّاً كانت الأسباب التي دعته إلى بثّ السلبية على الأهواء مباشرةً، وبالرغم من عدم إقتناعي بكمية البؤس التي يتمتع بها مواطن العالم الثالث كما أوحت لي القصيدة إلا أنها صادفة هوىً في نفسي حينها، في أنّ هناك بُعد يجب أن يتنحى من حياة المواطن إستراتيجياً وواقعياً وعملياً.
ومرت سنون وحدث أن بدأت عملية التنحي لإحدى الأبعاد الأكثر سلبية في حياة مواطني العالم الثالث ولحقت بها أبعاد أخرى تباينت بينها السلبية والأولوية!! وبقت أبعاد لا يُستهان بمساحتها ومحيطاتها..
تلك الأبعاد التي تَنَحّت ومثيلاتها اللاتي لم يرضى عنها التنحي بعد، جعلت من متابعة النشطاء السياسيين ونشرات الخامسة والعشرين واجب وطني ومهنة حكومية يمتهنها كل من حمل شهادة محو الأمية من سكان العالم الثالث وتمتهنهم، مما أدّى إلى خلق "مواطن/ فوقَ المُشبّع" حيث أصبحت الفروق التي تُحدِثها الأخبار بارتفاع منحناءاتها وانخفاضاتها لا تغير من واقع الأمر شيئاً.!!
أمّا صديقنا صاحب القصيدة فقد ألهمته قريحته الشعرية بقصيدة أخرى يمدح فيها ما آل إليه الحال، ولا أدري هل كان اقتناعه بها كافياً لكي يُنسيني قصيدته تلك أم ما زال هناك بعضاً من الشك ..


فاطمة عبد المقصود
_مواطن فوقَ المُشَبّع_