1.2.11

بداية ونهاية

حديثي عن البداية هنا مقبول، فهذه الكلمات بداية لمشوار لا أقبل له نهاية إلا بـ "المجد" ..
مجدٍ واقع كـ هذه القصيدة التي أقرأها مطلع كل صباح وتشدو بها عصافير الشجيرات القريبة من شرفتي لتعلن عن ميلاد فجرٍ جديد.، عفواً قصدت بداية جديدة!
أصبحنا وأصبح الملك لله
لكن ما الذي جعلني أقحم النهاية في حديثي، بل في مطلع حديثي؟ إنه القدر!
نعم.. القدر: الذي يجعل لكل بداية نهاية!

 لكنني لم أقصد هذه البداية ولا هاته النهاية.. إنني أتحدث عن حكمٍ أحسبهُ بائد، لم أشهد له بداية وأتوقّ لمشاهدة نهايته..
صحيح أنني أحمل لقب "مغتربة" لكن جواز سفري يخبرني بأنني "مصرية".
أنا أحد هؤلاء .. الـ 85 مليون نسمة .. أنا من جعلهم 85 مليون وبدوني يصبحوا 84 مليون..
ألا يكفي هذا لكي يجعلني أفخر وأتحسر!
أفخر لأنني منهم وأنهم مني .. وأتحسر على عدم وجودي معهم أشاركهم حتى لو بالصوت!


كلما أتذكر بلدي وأنا التي لا تنساها، أبحث عن ما أستطيع فعله!
إنني أصلي من أجلها وأعلم أن هذا لا يكفيني ولا يكفيها،
لكن يكلف الله نفساً إلا وسعها.

عودةُ إلى النهاية!
لماذا لا يريد هذا الطاغية الرحيل؟
ألم يكتفي بما فعل في بلدي؟
ألم يكفيه دعوات أمهاتُ ثكلى وأطفال عراة جائعون.. ألم تكفيه هذه الدعوات التي تلاحقه كاللعنات أينما حل !؟
لم يعد هناك أي شيء يستطيع خليل شين العابدين تدميره .. لم يعد هناك إقتصاد للنهب ولا تعليم للتخريب ولا شعب للتصفيه..

إن عزائي الوحيد أن مروري على التاريخ علمني أن مهما تعددت مثل هذه البدايات فإن نهاياتها تتساوى وليس مبارك على الله بعزيز.